[center] قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ
الصدفة هى حدوث شئ غير متوقع اما مع العذر للكلام الى حضرتك قلته يا استاذ ياسر فالصدفة عمرها ما كانت سبب اساسى فى علاقه الحب او جميع الاسباب التى ذكرتها
الصدفة تعتبر نقطة مقابلة ل ( اللزوم ) فاذا عرفنا معنى اللزوم أمكننا تحديد معنى الصدفة بوصفها المفهوم المقابل للزوم . واللزوم على نحوين :
الاول – اللزوم المنطقي وهو لون من الارتباط بين قضيتين أو مجموعتين من القضايا يجعل أي افتراض للانفكاك بينهما يستبطن تناقضا . كاللزوم المنطقي القائم بين مصادرات هندسة اقليدس ونظرياتها نتيجة لاستبطان التفكيك بين هذه النظريات وتلك المصادرات للتناقض .
الثاني – اللزوم الواقعي وهو عبارة عن علاقة السببية القائمة بين شيئين كالنار والحرارة أو الحرارة والغليان أو استعمال الافيون والموت . وهذه السببية لاتستبطن أي لزوم منطقي بالمعنى المتقدم لان افتراض أن النار ليست حارة أو أن الحرارة لاتؤدي الى الغليان لايستبطن بذاته تناقضا . فمثلا هناك فرق كبير بين افتراض أن المثلث ليس له ثلاثة أضلاع وافتراض أن الحرارة لاتؤدي الى غليان الماء . فان الافتراض الاول يستبطن داخل بنائه الذهني تناقضا منطقيا بينما لايوجد أي تناقض منطقي داخل الاتراض الثاني . لانه افتراض لايناقض نفسه وانما يناقض الواقع الموضوعي للحرارة . ولهذا كان اللزوم بين المثلث و الاضلاع الثلاثة منطقيا . واللزوم بين الحرارة والغليان واقعيا فحسب .
والصدفة تعبير عن المفهوم المقابل للزوم . فاذا قيل عن شئ انه صدفة كان معنى ذلك عدم كونه لازما لزوما منطقيا أو واقعيا .
ولابد من الالتفات الى أن الصدفة تنقسم الى قسمين :
احدهما – الصدفة المطلقة وهي أن يوجد الشئ بدون سبب اطلاقا كغليان الماء اذا حصل دون أي سبب .
ثانيهما – الصدفة النسبية وهي أن توجد حادثة معينة نتيجة لتحقق سببها ويتفق اقترانها بحادثة أخرى صدفة . كما اذا تعرض ماء معين لحرارة بدرجة مئة فحدث فيه الغليان . وتعرض ماء اخر في الوقت نفسه لانخفاض في درجة الحرارة الى الصفر فحدث فيه الانجماد في اللحظة نفسها التي بدأ فيها غليان الماء الاول . ففي هذا المثال يعتبر اقتران انجماد هذا الماء وغليان ذلك الماء ووجودهما معا ي لحظة واحدة صدفة والصدفة هنا نسبية لامطلقة لان كلا من الغليان والانجماد وجد نتيجة لسبب خاص لاصدفة وانما تتمثل الصدفة في اقترانهما فقط .
وعلى هذا الاساس يمكن القول بأن الصدفة المطلقة هي أن توجد حادثة بدون أي لزوم منطقي أو واقعي أي بدون سبب . والصدفة النسبية هي أن تقترن حادثتان بدون أي لزوم منطقي أو واقعي لهذا الاقتران أي بدون رابطة سببيةتحتم اقتران احداهما بالاخرى .
والصدفة المطلقة مستحيلة من وجهة النظر الفلسفية التي تؤمن بمبدأ السببية بوصفه مبدأ عقليا قبليا . لانها تتعارض مع هذا المبدأ . وأما الصدفة النسبية فليس فيها استحالة من وجهة نظر فلسفية لانها لاتتعارض من مبدأ السببية العام .